الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445 هـ

بحوث ودراسات

إستراتيجيات تربوية تعليمية في علاج ظاهرة التكفير

05 صفر 1442 هـ


عدد الزيارات : 2525
د. كونى صواليحو

يبلور مشروع هذا البحث الميزة الفذة لدور المؤسسات التربوية التعليمية في علاج ظاهرة التكفير، وقدرتها بطاقمها التعليمي على إيجاد آليات ومقوّمات فاعلة ومفعّلة في لجم تمرّد زحف فكرة التكفير الخاطئة، التي بدأت تتبوأ مكانتها الخطيرة، وبدأ خطرها يتفاقم في المجازر البشرية البشعة التي تخدش صورة الحضارة الإسلامية.

تتحتم هنا ضرورة وأهمية "الاستراتيجيات التربوية التعليمية في علاج ظاهرة التكفير" كوسيلة من وسائل علاج وقمع هذا التيار الغريب على رسالة الإسلام، والحدّ من انتشاره؛ فالاستراتيجيات التربوية التعليمية هي التي تتضمن المرتكزات الأساسية لأيّ مجتمع في تكوين نوع معيّن من البشر، وطنيًا وعقديًا وأخلاقيًا ومعرفيًا .. إلخ؛ ومن ثَمَّ فإنّ تطوّر التنمية البشرية ورقيّ روح التعايش والتسامح والتضامن وفق رؤية إسلامية وسطية صحيحة رهين بنجاح نوعية الاستراتيجية التربوية التعليمية التي ترسمها الأجهزة التربوية الإسلامية للمسار التعليمي في جميع مراحله، ويتعلّق الأمر بتحديد نوعية المخرجات التعليمية الإسلامية لكل مرحلة من مراحل التعليم.

ستبدو إذن ظاهرة التكفير في هذا المشروع كأزمة فكرية دينية تربوية اجتماعية، يمكن معالجتها عبر الوسائل التربوية التعليمية للمؤسسات التعليمية الأساسية والعالية، وذلك بتفعيل برامج التربية الإسلامية بطقم معرفي عقدي من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة والأحداث التاريخية المفعمة بأرقي المعاني الإنسانية المتحضّرة، ووضع خطة تربوية جديدة لأهداف بعيدة المدى، وأخرى قريبة المدى، تساهم في إعادة بناء عقلية النشء على مبدأ التعايش الجماعي، والتسامح، واحترام الآخر، داخل تعددية الرؤى والمواقف.

وهكذا يسعى هذا الموضوع إلى معالجة ظاهرة التكفير، عن طريق الاستفادة من التطوّر الفني والعلمي والفكري الذي حصل في الحقل التربوي التعليمي، بحيث أصبح من الإمكان وضع استراتيجيات في هذا الحقل التحقيق هدف ما، ويتطلب الأمر تحيين إمكانات وقدرات مناسبة للظرف.

فنحن إذن إزاء رؤية استراتيجية تنموية، تستلزم توظيف فهم صحيح لثلاثية الإيمان والعقل والعمل، وتستلزم كذلك توظيف التفكير الإسلامي الصحيح، ورؤيته الإنسانية القيمة إلى كرامة الإنسان، وحاجة هذا الإنسان إلى ضرورة التكامل الفكري والثقافي والمعرفي والعلمي لضمان عمارة الأرض وتحقيق دور الاستخلاف. فالإنسان هو المحور الأساس لهذا الوجود الكوني؛ ولذا استحق من طرف الخالق التكريم والتفضيل على كثير من المخلوقات.

ويبلور هذا الموضوع مشروعه وتصوّره التربوي التعليمي لمعالجة ظاهرة التكفير في ثلاثة محاور، وهي على النحو الآتي:

  1. مفهوم الاستراتيجية بين النظرية والتطبيق.
  2. ضرورة التربية والتعليم لقمع ظاهرة التكفير.
  3. رؤية استراتيجية للتدريس المضاد لظاهرة التكفير.

إضافة تعليق جديد