الأحد 08 ديسمبر 2024 الموافق 06 جمادي الثاني 1446 هـ

سؤال حول "ميثاق الشرف الثوري للكتائب المقاتلة" لأبو بصير الطرطوسي

22 رجب 1435 هـ


عدد الزيارات : 2664
عبد المنعم حليمة أبو بصير الطرطوسي

س: السلام عليكم ورحمة الله

نأمل من شيخنا الكريم تسجيل رأيه حول "ميثاق الشرف الثوري للكتائب المقاتلة في سورية"

وهل عليه مآخذ شرعية؟

 

ج: الحمد لله رب العالمين. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد.

فقد علمت بـ "ميثاق الشرف الثوري للكتائب المقاتلة"، بعد صدوره، ومن خلال وسائل الإعلام.. والبيان بعمومه جيد.. تتخلله بعض العبارات المتشابهة.. قد تقتضيها المرحلة.. كما يقتضيها الخطاب السياسي فيما يخص هذه المرحلة التي تمر بها الثورة السورية.

كما أن هذه العبارات المتشابهة.. يحسن تفسيرها وفهمها.. عندما نُفسرها على ضوء المحكم الصادر في بيانات أخرى للأخوة.. ونردها إلى المحكم من بياناتهم، وكلماتهم.

كذلك حسن الظن بالأخوة القائمين على هذا العمل.. والموقعين عليه.. ينبغي أن يحملنا على تحسين الظن بما يصدر عنهم من إطلاقات وتصريحات متشابهة.. قد تُحمَل على أكثر من محمل.. وتفسير.. فنحملها على التفسير والمحمل الذي يليق بالأخوة المجاهدين.. وبحقهم علينا.. ومنه أن نحسن الظن بهم، ونقدم حسن الظن بهم ــ وبما يصدر عنهم من قول أو عمل ــ على سوء الظن.

دعوني أصارحكم بشيء.. اعلموا: أن النص الحق.. والمحكم.. الذي لا يحتمل إلا تفسيراً واحداً.. لو سلّطنا عليه نظّارات وفهم الخوارج الغلاة الأجلاف، كالدواعش ونحوهم.. لظهر هذا النص على أنه باطل.. ولرتبوا عليه تفسيق وتضليل.. وربما تكفير.. وهؤلاء يشملهم قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}آل عمران:7. أي ابتغاء تحريفه عن مراده.. ليضلوا بذلك الناس.. وهذا ما أشار إليه ابن عمر في وصفه للخوارج عندما قال عنهم: "انطلقوا إلى آيات قيلت في المشركين فحملوها على المؤمنين"!

وهؤلاء لا يمكن أن نقف عندهم كثيراً ــ نراعي أفهامهم وأهواءهم ورغباتهم ــ فالظروف لا تسمح بذلك.. كما أنه يُكلف أهل الحق كثيراً.. فالقافلة تسير، والكلاب تنبح!

بينما في المقابل لو نُظر لهذا النص بعين أهل الحق، والانصاف، والتوسط والاعتدال، من غير نظارات سوداء.. ولا جنوح إلى إفراط أو تفريط.. فالرؤية حينئذٍ لا تتعدى المعنى المراد من النص.. وما أراد صاحبه، من وراء هذا النص.

حفظكم الله من نظارات أهل الأهواء ــ وبخاصة منهم الخوارج الغلاة ــ التي تري الحق باطلا، والباطل حقاً..!

إضافة تعليق جديد